أعرف أن الكثيرين سيعارضون و بشدة وضع ريكارد تحت عدسة الشك و سيبدأون بسرد تاريخ البطولات التي تحققت على زمان ريكارد و سيتهمونني أنا و المؤيدين لهذه النظرية بأننا قيمنا المدرب من مباراة واحدة ألا و هي مباراة سانتاندير ..
بدايةً أريد أن أنبه إلى نقطة مهمة .. أن يكون مدرب (أقل من مستوى الفريق) لا يعني أن هذا المدرب غبي أو لا يفقه شيئاً في كرة القدم و يجب علينا أن نفهم أن هناك مستويات للفرق و مستويات للاعبين و مستويات للدوريات و كل هذه المتغيرات تؤثر سلباً أو إيجاباً على تقييم المدرب و لذلك دعونا نطرح الموضوع بشئ من مرونة التفكير و نكون واقعيين ما أمكننا أن نكون و ألا نأخذ من المراسيل عناوينها فقط ..القدوم من الخلف:قامت الثورة في البيت الكتالوني مع انتزاع الرئيس المحامي (خوان لابورتا) لدفة السفينة التي تخبطت كثيراً و تلاطمتها أمواج التغيير حتى بلغ منها الضعف كل مبلغ , و كان الرهان من قائد التغيير على إحداث القلبة النوعية و كان ما كان بقدوم طاقم الإنقاذ الذي كان ريكارد أحد دعاماته الأساسية ..فريق برشلونة وقتها كان مختلف تماماً عن فريق برشلونة الآن .. كان أعظم ما يطمح له فريق ذلك الزمان هو تحقيق لقب الليغا و مع أنه لم يحققها في ذلك العام فإنه كان قاب قوسين أو أدنى من تحقيقها و كان موسماً مشرّفاً بحق لأبناء كاتالونيا الذين جاؤوا من الخلف ليجلسو بين الكبار و هو مكانهم الطبيعي ..و لكن برشلونة اليوم هو فريق آخر تماماً.. المطلوب من برشلونة هذا العام هو بالتأكيد أكثر من مجرد لقب ليغا و لو حدث و فاز البارشا بالليغا فلن يكون هذا مفاجأة لأحد و لن يكون صدى الإنتصار مدوياً كما كان ليكون قبل ثلاث أو أربع سنوات..و السؤال الآن .. ماذا حدث تكتيكياً خلال أعوام قيادة ريكارد للفريق ؟تطور برشلونة تطوراً كبيراً و خصوصاً مع قدوم لاعبي الصف الأول على مستوى العالم و لا أحد ينكر بصمات ريكارد في النواة الأولى للفريق الجديد .. و لكن شيئاً فشيئاً بدأت الأمور تخرج عن السيطرة و بدأ الفريق يكبر على مدربه حتى وصلنا إلى هذا اليوم..بالله عليكم لا تستخفوا بمسألة تدريب نجوم بمستوى رونالدينهو و ميسي و إيتو و هنري و اكزافي و بويول !!خط الهجوم في هذا الفريق لوحده بحاجة إلى (لجنة) تدريب فكيف إذا مررنا إلى بقية الخطوط !!في السنة الماضية .. سنة الجفاف الكاتالوني قرر أحدهم الرحيل ..حزم جندي برشلونة المجهول حقائبه و ذهب إلى بلاد الطواحين إلى حيث يلعب دور البطولة مع فريق أجاكس امستردام عريق هولندا
لقد كان هذا الرجل موجوداً دائماً بصفته (الوصلة) بين المدرب و اللاعبين .. دائماً ما يكون هناك ثغرة ما بين اللاعبين و مدربهم و قد كان هينك تين كات هو مالئ هذه الثغرة بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى ..
قد لا يكون رحيل كات هو وحده السبب فيما جرى لبرشلونة ولكنه و بلا شك أحد الأسباب و العوامل التي تجعلنا نفتح عيوننا إلى أن (سجادة الكشمير) بدأت تُسحب من تحت قدمي ريكارد و بأن أجراس الإنذار بدأت تتهيأ للصراخ ..
هناك حقيقة حول الدوري الإسباني هي التي تجعله الأكثر متعة و هو أنه ليس دوري (تكتيكي) على أعلى درجة و إنما يعتمد في كثير من الأحيان على اللعب الفردي و اللمحات الفنية و الإستعراض .. هذا الأمر خدم ريكارد بشكل أو بآخر ..
تخيلو معي أن يدرب ريكارد في انكلترا مثلاً .. أنا أتوقع أنه لن يكون قادراً على الصمود تكتيكياً .. فالمدرب الذي صار برشلونة أكبر منه لطالما أسعفته لمحة فنية من ميسي أو ضربة حرة من رونالدينهو أو عمل فردي من نجم آخر للخروج من موقف محرج .. و الحقيقة أن المدرب يظهر في هذه اللحظات التي يكون فيها مطالباً بعمل الفارق التكتيكي و التي نادراً ما تعرض لها البارشا في الدوري و كان غالباً ما يخفق عندما يتعرض لها ..
باختصار .. رايكارد مدرب ممتاز و لكن البارسا ليس بحاجة لمدرب ممتاز الآن بل هو بحاجة للمدرب الأكثر امتيازاً ..
أنا لو خُيرت لأتيت برافاييل بينيتيز من الليفر أو بآرسن فينغر من الآرسنال ..
صدقوني .. البارسا بحاجة لهذه النوعية من المدربين و خصوصاً أنه النادي (الأول) حالياً من حيث الأسماء و حرام على البارسا أن لا يحصد بطولتين على أقل تقدير هذا الموسم ..
غيرتي و حبي للبارسا هما من جعلاني أكتب .. أرجو أن لا أغضب محبي ريكارد و انا أحب هذا المدرب كثيراً ..
و لكنني و بكل صراحة أحب برشلونة أكثر
الرئيسية 
الإثنين سبتمبر 17, 2007 7:27 am
